فترة برلمانية بتحديات كبيرة، أ. عقون لـ «الشعب»:

المؤسسـة التشريعية أمام تحــدي استرجـاع الشرعيـة والثقــة

سعاد بوعبوش

ينتظر المجلس الشعبي الوطني، الذي ستفرزه تشريعيات 12 جوان، تحديات كثيرة مرتبطة بعدة مجالات تمس الجزائريين في حياتهم اليومية بصفة مباشرة، باعتبار أن تركيبته هذه المرة ستختلف عن سابقتها، ما سيعطي أهمية كبيرة لهذه المؤسسة التشريعية، خاصة فيما تعلق باستكمال خارطة الطريق المعلن عنها من أجل بناء دولة جديدة وتحقيق التغيير المنشود.
يرى أستاذ العلوم السياسية عيسى بن عقون، في تصريح لـ «الشعب»، أن التحديات كثيرة، لكن أهمها يكمن في استرجاع الشرعية والثقة المفقودة لهذه المؤسسة التشريعية من خلال فترة برلمانية جديدة مغايرة لسابقتها، خاصة وأن الأخيرة كانت إحدى مخرجات نتائج هيمنة وتغوّل منطق الشكارة أو المال الفاسد، أو الموالاة والمحاباة ووضع نفس الأشخاص على رأس القوائم الانتخابية وهو ما كان معروفا لدى الأحزاب الكبيرة، سواء ديمقراطية أو إسلامية.
وأشار بن عقون، إلى أن القانون الحالي للانتخابات من خلال تبنيه نظام القائمة المفتوحة أجهض كل هذه السابقة، بحيث أعطى نفس الفرص والحظوظ لكل المترشحين حتى ولو كانوا في ذيل القائمة، ما يعني أن من له شعبية لدى الشعب هو من سينجح في الأخير ويخرجه صندوق الاقتراع.
 وأوضح المتحدث، أنه بالإضافة إلى استرجاع الشرعية، سيتم إعطاء هيبة للبرلمان الجديد ولتمثيل الشعب خاصة.
من جهة أخرى، تحدث الأستاذ عن استرجاع صلاحيات النواب، حيث كانت في السابق السلطة التنفيذية تضع المشاريع، في حين يقتصر دور السلطة التشريعية على المصادقة عليها فقط، ولم يكن لها قوة اقتراح قوانين، وبالتالي فالفترة البرلمانية المقبلة ستعطي حظوظا وهامشا كبيرا للنواب من أجل اقتراح مشاريع قوانين.
وأعرب أ. بن عقون عن تفاؤله من طبعة التكوين البشري للبرلمان المقبل، خاصة وأن أغلب المترشحين ذوي مستوى جامعي، كما أن أغلبهم كفاءات علمية وبحثية حاصلة على أعلى الدرجات، بالإضافة إلى نشاطهم كإطارات سامية في مجالاتهم وفي مؤسسات كبرى للدولة، مشيرا إلى أن الكثير منهم ليسوا حديثي العهد بالعمل السياسي، بل كانوا ينشطون في السياسة، لكن الممارسات السابقة حالت دون ظهورهم وبروزهم واستغلال نشاطهم ونباهتهم في البرلمان وتجسيدها في مختلف المجالات الاقتصادية، الاجتماعية، التربوية، الصحية وغيرها مما يخص انشغالات المواطنين.
وينتظر أيضا أن يفرز صندوق الاقتراع نوابا شبابا، لأنهم الأقدر على إدارة المرحلة المقبلة للجزائر الجديدة، لتمتعهم بطاقة كبيرة في العطاء والعمل كمّا ونوعا وبحجم ساعي كبير يصل إلى 20 ساعة في حال اقتضت الأمور، لأن السيرورة الإنسانية قامت على ذلك وتؤكد أهمية عنصر الشباب في أي معركة بناء.
وفي المقابل، نبّه المتحدّث إلى عدم الاكتفاء بهذا العنصر في الهيئة التشريعية والقوى السياسية، بل في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية، لأن الشباب لديه نظرة طموحة ومستقبلية تحفزه على التخطيط والاستشراف والإبداع والابتكار وتسجيل اسمه في التاريخ مقارنة بالأشخاص الأكبر سنا، مشيرا إلى النظرة العملية التي تستند على تسجيل الشباب لابتكاراته وإبداعاته في كل المجالات في الدولة الحديثة لتحقيق التنمية المنتجة للثروة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025
العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025
العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025